تستخدمه امريكا لمنع انتقاد اسرائيل في مجلس الامن، منذ تأسيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بقيت القضايا الدولية الكبرى رهينة موازين القوى بين الدول العظمى، وعلى رأس هذه القضايا، تبرز المسألة الفلسطينية بوصفها أحد أكثر الملفات تعقيدا وحساسية، وعلى مدار العقود، كانت الولايات المتحدة تُعرف بأنها الحليف الأقرب لإسرائيل، وتقوم بدور فعّال في حمايتها دبلوماسيا داخل أروقة الأمم المتحدة، خصوصا في مجلس الأمن، حيث غالبا ما يُطرح نقدٌ لإسرائيل بسبب سياساتها تجاه الفلسطينيين، لكن، كيف تمنع واشنطن مرور هذه الانتقادات، ما هو السلاح القانوني الذي تستخدمه، الإجابة تكمن في “حق النقض” أو ما يعرف بالفيتو.
ما هو حق النقض الفيتو
الفيتو هو امتياز قانوني خاص تتمتع به الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وهي: الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، وبريطانيا، يخول هذا الحق لأي من هذه الدول أن تعرقل تمرير أي مشروع قرار، حتى لو حظي بأغلبية الأصوات داخل المجلس، معنى ذلك ببساطة إذا اعترضت دولة واحدة من هذه الخمس، يُمنع القرار من أن يُعتمد رسميا، بغض النظر عن تأييد بقية الأعضاء، وهذا ما يجعل الفيتو أداة شديدة التأثير، تُستخدم لتصفية القرارات أو الدفاع عن الحلفاء حتى في وجه الأغلبية.
كيف تستخدم أمريكا الفيتو لحماية إسرائيل
الولايات المتحدة استخدمت الفيتو أكثر من 40 مرة خلال العقود الماضية لمنع تمرير قرارات تنتقد إسرائيل أو تُدين ممارساتها في الأراضي الفلسطينية، سواء كانت تتعلق بالاستيطان، القصف، أو تهجير المدنيين، كلما حاولت دول أخرى في المجلس التقدّم بقرار يدين إسرائيل، تتدخل أمريكا وتستخدم الفيتو بحجة “عدم التوازن” أو “التحيّز ضد إسرائيل”، وهذا الاستخدام المكثف جعل أمريكا تُنتقد دوليا على أنها تُعطّل العدالة الدولية، وتمنح إسرائيل حصانة سياسية داخل أهم هيئة أممية.
الأثر السياسي لهذا الاستخدام
هذا الاستخدام المتكرر للفيتو خلق حالة من الإحباط داخل المجتمع الدولي، خاصة بين الدول الداعمة للحقوق الفلسطينية، إذ أصبح واضحًا أن أي محاولة لمحاسبة إسرائيل في مجلس الأمن ستصطدم بجدار أمريكي صلب، هذا الوضع يُضعف من مصداقية مجلس الأمن، ويزيد من شعور الفلسطينيين بالظلم الدولي، كما أن حلفاء أمريكا، رغم تفاوت مواقفهم، يجدون أنفسهم أمام معادلة صعبة: إما القبول بالهيمنة الأمريكية، أو الوقوف في وجهها وتحمل التبعات الدبلوماسية.
تستخدم الولايات المتحدة “حق النقض” أو الفيتو في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من الإدانة الدولية، حيث تعرقل تمرير قرارات تنتقدها بغض النظر عن دعم الأغلبية.