ديانة سلمى المصري الاسلام ام المسيحية، في الدراما السورية، حيث الأصالة والعراقة، هناك أسماء حفرت مكانها في الذاكرة، ليس فقط بموهبتها، بل بحضورها الدائم والأنيق، من بين هذه الأسماء، تلمع النجمة سلمى المصري، التي استطاعت على مدى عقود أن تبقى في القمة، محافظة على بريقها وجمهورها، امرأة جمعت بين الجمال والثقافة، وبين الرقي في الأداء والتواضع في الحياة، لتصبح واحدة من أعمدة الفن في سوريا والعالم العربي.
حياة سلمى المصري
وُلدت سلمى المصري في مدينة دمشق، المدينة التي تنبض بالتاريخ والثقافة، في 10 يناير عام 1958، نشأت في بيت يعرف قيمة الفن، فشقيقتها هي الفنانة مها المصري، وابنة أختها هي النجمة ديمة بياعة، ما يعني أن الإبداع يجري في عروق العائلة،
منذ صغرها، كانت سلمى مائلة إلى الفنون، محبة للتمثيل، وذات حس مرهف تجاه الكلمة والمشهد، رغم دراستها للحقوق في جامعة دمشق، فإنها اختارت دربا مختلفا، درب الكاميرا، الضوء، والمسرح، ولم يكن ذلك الطريق مفروشا بالورود، لكنها بإصرارها استطاعت أن تشق طريقها وتثبت موهبتها حتى أصبحت أيقونة فنية.
أعمال سلمى المصري
منذ بدايتها في السبعينيات، أظهرت سلمى نضجا فنيا لافتا، وقدمت أدوارا تركت بصمة حقيقية، لم تكن تكرر نفسها، بل كانت تتنقل بين الشخصيات ببراعة، ما بين الفتاة الطيبة، والأم الحنونة، والسيدة القوية، وحتى المرأة المعذبة، شاركت في العديد من الأعمال السينمائية والمسرحية، لكن تألقها الحقيقي كان في الدراما التلفزيونية، حيث شكلت جزءا من الذاكرة البصرية للمشاهد العربي، من أبرز أعمالها باب الحارة، عطر الشام، بروكار، الفصول الأربعة، خان الحرير، الجوارح، كسر الخواطر، دليلة والزيبق وغيرهم الكثير، كانت دائما حريصة على أن تختار أدوارا تحمل رسالة، وشخصيات تمس القلب والعقل، لم تكن تبحث عن الشهرة العابرة، بل عن الفن الحقيقي الذي يعيش في الضمير.
ديانة سلمى المصري
وفي الحقيقة، لم تعلن سلمى بشكل مباشر أو صريح عن ديانتها، وربما لأنها تعتبر ذلك أمرا خاصا وشخصيا لا يرتبط بعملها ولا يؤثر على موهبتها، بعض المصادر ترجّح أنها مسلمة، خاصة أن عائلتها تتبع هذا الدين، لكن سلمى دائما ما بدت أكبر من التصنيفات،
فهي فنانة تؤمن بالحب والتسامح، وتُقدّر الإنسان لإنسانيته، وتعتبر الفن رسالة تجمع، لا تفرّق، وهذا ما ظهر في مواقفها وتصريحاتها وسلوكها الراقي عبر السنوات.
سلمى المصري، فنانة سورية عريقة، جمعت بين الرقي والموهبة، وبقيت قريبة من قلوب جمهورها رغم سنوات العمل الطويلة، فيما تبقى ديانتها أمرا شخصيا لا يغيّر من احترام الناس لها ومكانتها الكبيرة في عالم الفن.