لغز ديني ما هي العبادة التي كلما أنقصت منها زاد أجرك وكلما زدت منها قل أجرك، في الإسلام، هناك العديد من العبادات التي يُؤجر الإنسان على الإكثار منها، ولكن هناك عبادة واحدة على العكس تماما، فكلما قلل منها زاد أجره، وكلما أكثر منها نقص أجره، وهي الصيام في غير الفريضة، فالإفطار في بعض الحالات يكون أكثر أجرا من الصيام نفسه، في بعض الظروف، يكون الإفطار أكثر ثوابا من الصيام، كحال المسافر الذي يجد مشقة في السفر، فقد رُوي عن النبي ﷺ أنه قال: “ليس من البر الصيام في السفر”، وكذلك الحال بالنسبة للمريض الذي يتضرر من الصيام، فقد أباح الله له الفطر وأوجب عليه القضاء لاحقا.
لغز ديني ما هي العبادة التي كلما أنقصت منها زاد أجرك
في الإسلام، تُعد العبادات وسائل للتقرب إلى الله، ولكن الحكمة من التشريع لا تقوم فقط على ممارستها بشكل مطلق، بل ترتبط بظروف الإنسان وحالته، ومن العبادات التي تختلف في أجرها باختلاف حال الإنسان الصيام، فبينما يكون في بعض الأوقات من أعظم القربات، فإنه في أوقات أخرى قد يكون نقصانها أفضل من زيادتها، فالصيام في غير الفريضة قد يكون مستحبا، لكنه يصبح أقل أجرا أو حتى مكروها إذا كان يُلحق الأذى بالصائم أو يُسبب له مشقة شديدة دون ضرورة، ولهذا، أباح الإسلام الإفطار في بعض الحالات، كحال المسافر الذي يجد مشقة في صيامه، حيث ورد عن النبي ﷺ قوله: “ليس من البر الصيام في السفر” (رواه البخاري ومسلم)، مما يدل على أن الإفطار هنا قد يكون أولى وأفضل، كذلك، أُعطي المريض الذي يتضرر من الصيام رخصة الإفطار رحمةً به، وحثّه الشرع على القضاء بعد الشفاء، وهذا يبرز جانب التيسير في الإسلام، حيث لم يُفرض الصيام على كل الأحوال، بل شُرعت الرخص التي تجعل من تركه في بعض الأحيان أكثر ثوابا من الإصرار عليه.
الحكم الشرعي من صيام النوافل
فإن الصيام النافلة قد ينقص أجره إذا أدى إلى الإضرار بواجبات الإنسان الأخرى، مثل التقصير في العمل أو إهمال الأهل والأبناء، فالإسلام دين التوازن، ولا يريد من العبد أن يشدد على نفسه حتى يرهقها، بل جعل كل عبادة مرتبطة بحكمة، كما أن الرياء في الصيام يُعد سببًا لنقصان الأجر، بل قد يحبطه تماما، لأن الإخلاص هو أساس قبول الأعمال، فليس الهدف من الصيام مجرد الامتناع عن الطعام والشراب، وإنما تحقيق التقوى والتقرب إلى الله بوعي وحكمة، ولذلك، فإن الصيام في غير موضعه أو عندما يؤدي إلى المشقة الشديدة قد يجلب نقصان الأجر بدلاً من زيادته، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يريد لعباده الحرج، بل يريد بهم اليسر والخير في الدنيا والآخرة.
الصيام في النوافل وحالات نقصان الأجر
عند صيام التطوع، قد يكون الامتناع عن الصيام أفضل في حالات معينة، كمن يصوم ويؤدي إلى إهمال حقوق أهله أو واجباته، فهنا ينقص أجره بسبب الإضرار بغيره، كما أن من يصوم ليُظهر للناس زهده وتقواه بنية الرياء، فإن أجره يكون معدوما أو حتى ينقلب إلى إثم، الإسلام دين يراعي التوازن في حياة الإنسان، فلا يفرض المشقة لذاتها، بل يضع الأحكام بناءً على تحقيق المصلحة ورفع الضرر، لذا، كان الصيام عبادة عظيمة، ولكن في بعض الأحوال، يكون الفطر أكثر أجرا لأنه يتماشى مع مقاصد الشريعة في التيسير ودفع المشقة.
الصيام هو العبادة التي كلما قلل منها الإنسان زاد أجره في بعض الحالات كالسفر والمرض، وذلك لأن الإسلام يراعي التيسير على العباد، ويحثهم على الاعتدال وتحقيق المصلحة دون تكلف أو مشقة زائدة.