صحة حديث من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين

ورد هذا الحديث في عدة روايات عن النبي، ومن أشهرها حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي قال: “من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”، وقد رواه الحاكم والبيهقي وصححه الإمام الألباني في “صحيح الجامع”، ومع ذلك، هناك بعض العلماء الذين يرون أن الحديث فيه ضعف بسيط في السند، لكنه مقبول في فضائل الأعمال، ولذلك جرى العمل به عند الكثير من المسلمين، كما وردت أحاديث أخرى تشير إلى فضل سورة الكهف بشكل عام، ومنها الحديث الذي رواه مسلم عن النبي أنه قال: “من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عصم من الدجال”، مما يدل على مكانة السورة وأهميتها.

الحكمة من قراءة سورة الكهف يوم الجمعة

تحمل سورة الكهف في طياتها عبرا عظيمة يحتاجها كل مسلم في حياته اليومية، فهي تتناول أربع قصص رئيسية، كل واحدة منها تعالج نوعا معينا من الفتن التي قد يواجهها الإنسان:

• فتنة الدين كما في قصة أصحاب الكهف، الذين فرّوا بدينهم من الظلم وبقوا في الكهف حتى حفظهم الله.
• فتنة المال كما في قصة صاحب الجنتين، حيث توضح السورة كيف يمكن للغنى أن يكون سببا في الغرور والابتعاد عن الله.
• فتنة العلم كما في قصة موسى والخضر، والتي تُظهر أن العلم الحقيقي بيد الله، وأن الإنسان مهما بلغ من المعرفة، فهناك دائما ما يجهله.
• فتنة السلطة كما في قصة ذي القرنين، الذي استعمل قوته في نصرة الحق بدلاً من الظلم والطغيان.

تأثير قراءة سورة الكهف يوم الجمعة 

قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ليست مجرد عادة، بل هي فرصة للتدبر والتأمل في معانيها، يحرص المسلم على قراءتها في هذا اليوم لأنها تمنحه نورا داخليا وإيمانيا، وتساعده على تجديد علاقته بالله سبحانه وتعالى، كما أن الالتزام بقراءتها يرسخ معاني الثبات على الدين، والتواضع في العلم، وعدم الانشغال بالمال أو السلطة على حساب الآخرة، يشعر من يداوم على تلاوتها براحة نفسية وطمأنينة، لأنها تذكره دوما بأن الدنيا فانية، وأن السعي الحقيقي يجب أن يكون للآخرة.

حديث فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة حديث صحيح ومعمول به، ويحث المسلمين على تلاوتها لما فيها من نور وبركة تمتد بين الجمعتين، قراءة السورة والتدبر في قصصها يساعد المؤمن على الثبات أمام الفتن، ويعزز من ارتباطه بالله وحكمته في تدبير شؤون الحياة.