أذكر آية أخرى تدل على علم الله سبحانه وتعالى، من أسباب الهداية في السنة الإلهية هو العلم، حيث كان العلم هو أول ما دعا إليه الله في القرآن الكريم، كما في قوله: “اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ”، العلم هو المفتاح لفهم الحقائق الدينية والعقلية التي توصل الإنسان إلى الهداية، وقد ركز القرآن الكريم على ضرورة زيادة العلم والتمسك به، وجعل العلماء في أعلى مراتب الأجر والتقدير، فالله تعالى رفع درجات الذين يؤمنون ويعلمون، وأمر بالدعاء لزيادة العلم “وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً”.
ما هو العلم
العلم ليس مجرد تحصيل المعلومات، بل هو وسيلة لخشية الله وزيادة الوعي به، فقد ورد في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تميز بين الذين يعلمون والذين لا يعلمون، وتبين أن العلماء هم من يتفكرون في آيات الله في الكون، ويدركون عظمته وقدرته، كما في قوله تعالى: “قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ”، الفهم العميق يؤدي إلى خشية الله ويقود إلى الهداية، كما في قوله تعالى: “إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء”.
العلاقة بين العلم والهداية
القرآن الكريم يوضح العلاقة الوثيقة بين العلم والهداية من خلال عدة آيات تظهر كيف أن العلماء هم الأكثر قدرة على فهم الحقائق الإلهية والشعور بعظمة الله، وهذا الفهم لا يقتصر على العلم الديني فقط، بل يشمل جميع العلوم التي تعمق في معرفة الله وفي كيفية تفاعل المخلوقات مع قوانينه في الكون، على هذا الأساس، يعد العلماء هم المؤهلين لإدراك وحدانية الله وفهم دينه بشكل أعمق، مما يؤدي إلى هداية أكبر.
هداية الانسان
كلما ازداد الإنسان علما بالله ومعرفته بأسمائه الحسنى وصفاته، كانت هدايته أقوى وأكثر استقرارا، علم الله هو الطريق الذي يفتح أبواب الفهم والإيمان، ويقود الإنسان إلى الانقياد لما يرضي الله، ومن خلال هذه المعرفة، تتشكل الهداية الحقيقية التي تحول الإنسان من الظلمات إلى النور، وتجعله قادرا على التفاعل مع الحياة بثقة وإيمان.
الهداية مرتبطة بشكل وثيق بالعلم، حيث يعتبر العلم أداة لفهم الحقائق الدينية والعقلية التي تقود إلى الإيمان، العلماء هم الأكثر قدرة على إدراك عظمة الله وقدرته، مما يعمق خشيتهم لله ويزيد من هدايتهم.