معنى عرصة بالسوري، كلمة “عرص” هي واحدة من أكثر الشتائم استخداما في المجتمعات العربية، وتعتبر جزءا من اللغة العامية التي يعبر فيها الناس عن إدانة للأشخاص الذين لا يتبعون القيم المجتمعية المرتبطة بالشرف والعفة، رغم أن الكلمة ليس لها ترجمة دقيقة في اللغات الأخرى، حاول الصحفيون الأجانب تقديم ترجمات مثل “pimp” أو “jerk”، لكن أيا منها لا يعبر بدقة عن المعنى العميق للكلمة في السياق السوري، الكلمة تحمل في طياتها تناقضات اجتماعية تخص المفاهيم المتعلقة بالشرف في المجتمع السوري.
معنى عرصة بالسوري
في المستوى الأول، تستخدم كلمة “عرص” للإشارة إلى الرجل الذي يتهاون في شرف عائلته، خاصة في ما يتعلق بالمرأة، يوصم الشخص الذي يسمح لسلوك غير أخلاقي أن يحدث في بيته، مثل الخيانة الزوجية أو التهاون في حماية أعراض أسرته، بأنه “عرص”، ومع ذلك، يعتبر المجتمع أن هناك نوعا من التراخي تجاه السلوكيات الشخصية فيما يتعلق بالرجال، وهو ما يعكس التناقض في معايير الشرف التي تميز النساء عن الرجال.
المعنى العام لكلمة عرص
تشير كلمة “عرص” إلى الشخص الذي يتغاضى عن الأخطاء الاجتماعية أو السياسية في الشأن العام، في هذه الحالة، الشخص الذي يشهد أمرا خاطئا ولا يتخذ موقفا أو يبرر الفعل يتم وصمه أيضًا بالـ”عرص”، هذا الاستخدام يعكس التناقض الأكبر في المجتمع، حيث يتم التسامح مع هؤلاء الأفراد في المجال العام رغم أن نفس الكلمة تستخدم لإدانة سلوك الأفراد في حياتهم الشخصية.
تأثير استخدام الكلمة
تظهر التناقضات المجتمعية بشكل واضح في كيفية استخدام كلمة “عرص” للإشارة إلى الشخص الذي يتدخل في شؤون الآخرين الشخصية ويصدر أحكاما أخلاقية، في الوقت ذاته، المجتمع الذي يمارس رقابة شديدة على سلوكيات الأفراد الشخصية وخاصة تلك المتعلقة بالعلاقات الجنسية، يتغاضى عن الانتهاكات في الشأن العام، مما يخلق حالة من التناقض بين ما يُسمح به في الحياة الخاصة وما يتم إدانته علنا.
كلمة عرص تعبر عن تناقضات اجتماعية، فهي تستخدم للإدانة في الشأن الشخصي في سياق أخلاقي متشدد، بينما يتم التسامح مع الأشخاص الذين يتغاضون عن الأخطاء في الشأن العام، مما يعكس مفاهيم متناقضة حول الحرية والرقابة في المجتمع.
